نباتات جديدة لتنقية الهواء
زهرة أوركيد (الأوروبية)
بناء على تجارب أجرتها وكالة الفضاء الأميركية ناسا لتنقية الهواء في مختبرات فضائية، أصبحت النباتات العادية التي نستخدمها في تنقية الهواء في المنازل محل انتقاد لاحتمال تسببها في عدد كبير من المشاكل الصحية.
وجاء في مقال نشرته صحيفة وول ستريت جورنال أن أعدادا متزايدة من الأبحاث تتحدث عن نباتات بإمكانها تخفيض جزيئات الغبار والملوثات مثل الفورمالدهايد والبنزين اللذين يصدران من دخان السجائر والأصبغة ومواد البناء ومصادر أخرى. وهناك مؤسسات كبيرة مثل كوستا فارمز في فلوريدا تبيع نباتات تقول إنها تملك خصائص تنقية عالية.
ويقول الدكتور ستانلي كيز وهو اختصاصي في علم البستنة بجامعة جورجيا إن ميزة النباتات هي أنه يمكنك أن تحل مشكلتك بمائة دولار فقط. ويتعاون كيز مع علماء من كوريا الجنوبية لدراسة نباتات لإنتاج أنواع ذات قدرة فائقة على تنظيف الهواء
ومصدر هذا الاهتمام هو الانشغال المتزايد بنوعية الهواء في الأماكن المغلقة مثل المنازل والمكاتب، حيث يقضي الناس 90% من أوقاتهم فيها، وتكون نسبة الملوثات العضوية أعلى بمرتين إلى خمس مرات مما هي في الأماكن المفتوحة، وهذا حسب دراسة أجرتها وكالة حماية البيئة. وتتنوع المشاكل الصحية من الصداع إلى الربو والمشاكل التنفسية الأخرى وحتى السرطان.
وتقول الوكالة إنها منشغلة أكثر بالمساكن التي صممت من أجل الحفاظ على الطاقة بحيث احتوت على مزيد من إجراءات العزل.
وحتى الآن لم تحصل النباتات على الاعتراف بأنها أدوات تنقية فاعلة، حسب الوكالة التي تقول إنه لا توجد أدلة على أن عددا محددا منها يستطيع تنقية الهواء في المنازل والمكاتب. ومن جهته يقول المجلس الأميركي للبناء الأخضر "رغم استخدام النباتات لتنقية الهواء يعد إستراتيجية كبيرة، إلا أننا لم نحصل بعد على تقييم جيد للنتائج
لكن الصحيفة تقول إن هذا يمكن أن يتغير، فقد كشفت دراسات أجرتها جامعة التكنولوجيا بسيدني في السنوات الخمس الأخيرة أن نباتات جانيت كريغ وسويت شيكو الموضوعة في مكاتب بها ملوثات عضوية طائرة، وتمكنت من تقليص التلوث بنسبة 75%، وتم التقليص إلى مستويات دنيا بطريقة مستمرة في فترة تراوحت بين 5 أسابيع و12 أسبوعا وهي مدة الدراسة.
وفي دراسة أخرى في جامعة واشنطن، خفض الغبار بنسبة 20% عندما وضعت النباتات حول جهاز كمبيوتر في مختبر ومكتب آخر لمدة أسبوع.
وتقول مارغريت بوشيت التي أجرت الدراسة بجامعة سيدني إن نحو 6 نباتات أو أكثر في مساحة تتراوح بين 111 متر مربع و140 متر مربع يمكن أن تحقق انخفاضا ملحوظا في نسبة الملوثات
ويقول بيل وولفرتون وهو أحد علماء ناسا ومؤلف كتاب حديث بعنوان "النباتات: لماذا لا نستطيع العيش من دونها؟، "في العمل إذن في مكتبك زوج من النباتات فسيساعد على تنقية الهواء الذي تتنفسه".
وتأتي الملوثات في شكلين أحدهما الغبار وحبوب الطلع وما يصدر عن الحيوانات ودخان السجائر، والنوع الآخر الذي يأتي من مطهرات الجو ومواد البناء.
ويقول العلماء إن للنبات طرقا في القضاء على الملوثات، ويعتقدون أنها تبدأ نشاطها فوريا وهي فاعلة عندما توضع في مكان قليل التهوية.
كما أن التهوية تلعب دورا هاما، ولكن المشكلة هي أن فتح النوافذ ليس متاحا في جميع أنواع المناخ، وهذا ما يجعل التهوية الصناعية مكلفة بحيث تقدر المبالغ المصروفة لتثبيت جهاز تهوية بين 600 و2500 دولار أميركي، كما أن بعض هذه الأجهزة تستخدم الكربون والأشعة فوق البنفسجية، وهو ما يتطلب تغيير صفائح الترشيح دوريا.
ولهذا السبب يسعى العلماء للتركيز في دراساتهم على النباتات المنزلية لكلفتها المتدنية وسهولة صيانتها، وفي العام 2009 وجد علماء جامعة جورجيا خمسة أنواع أثبتت فاعليتها في إقصاء أنواع كثيرة من الملوثات العضوية مثل البنزين الصادر من دخان السجائر والتولوين الناتج من الأصبغة.
ويسعى الدكتور كيز وزملاؤه لتوسيع قائمة النباتات الفاعلة في القضاء على الملوثات. ويقول مايك لويس رئيس جمعية نباتات خضراء لبناء أخضر، إن النباتات أهملت في البناء المعماري في السنوات الأخيرة لأسباب شكلية، لكن المهندسين المعماريين يريدون اليوم عودة النباتات